كلمة الرئيس نجيب ميقاتي في تدشين مبنى الطيران العام في "مطار رفيق الحريري الدولي بيروت"
الجمعة، ١٧ حزيران، ٢٠٠٥
أيها الحضور الكرام،
كلما كنت أقابل الرئيس الشهيد رفيق الحريري كان يسألني: ما الذي تراه بمجرد وصولك إلى المطار؟ إنه حُسن الاستقبال. يجب أن يكون المطار على المستوى المطلوب. هذه واجهة لبنان وهذا هو الباب الذي يدخل منه كل لبناني عائد الى لبنان وكل عربي وكل أجنبي، وهذه هي الصورة التي يجب أن نعطيها عن لبنان. هكذا كان يقول لي دولة الرئيس دائما عندما توليت وزارة الأشغال العامة والنقل أربعة سنوات في حكومتين متعاقبتين. اليوم، لا بد ان اقول لكم بكل صراحة انه في عيني دمعة وفي قلبي حسرة، لكن الحافز الأساسي لدينا هو الوفاء لهذا الشخص.
هذا هو القدر، والقدر صعب. نحن علينا اليوم أن نكون أوفياء لهذا الشخص. والوفاء الأول كان بتسمية هذا المطار على اسم الرئيس الشهيد، وهذا الطلب تقدمت به أنا بصفتي نائبا بعد الحادث الأليم. هذا جزء من الوفاء، ولكن الوفاء الأكبر نعطيه بالممارسة والعمل والمتابعة، كما كان هو يشهد ويريد دائما. لقد كان رجل إنماء وعمران، ونحن مستمرون في ذلك لأن هذا وفاء له. والآن، إفتتاح هذا المبنى للطيران العام ليس سوى جزء مما كان يتمناه الرئيس الشهيد. وإرادته السياسة الاخرى ان تسود دائما المحبة وان نقرب القلوب ونشبك الأيدي من أجل بناء لبنان حجراً ورجالا.
هذا ما سعت إليه حكومتنا في هذه المدة القصيرة، حيث تابعنا هذا الموضوع على كل الأصعدة من الناحية السياسية، وتمكنا من إجراء الانتخابات التي يشهد الكل بأنها نزيهة وشفافة، وتابعنا موضوع التأسيس للمرحلة الإصلاحية التي كان يشتهيها الرئيس رفيق الحريري، ولم نخترع أي شيء جديد سوى بعض الإضاءات كي تكون صالحة للوقت الحاضر، على ضوء التطورات الاقتصادية التي حصلت. ونحن دائما مستمرون في هذه المسيرة لأننا على اقتناع بأن هذه المسيرة هي لمصلحة لبنان.

